علاج تسوس الأسنان: من الأسباب إلى أفضل طرق الوقاية
تسوس الأسنان من أكثر أمراض الفم والأسنان انتشارًا في العالم كله، حيث أنها تصيب الأطفال والبالغين والكبار على حد سواء.
وإن كانت أكثر شيوعًا بين الأطفال لضعف مينا الأسنان لديهم، يبدأ التسوس بألم بسيط وتغير في لون السن ومع إهمال زيارة
طبيب الأسنان تزيد مستوى الإصابة وتتسبب في حدوث المزيد من الأضرار بالسن.
يمكن أن ينتهي هذا الألم من خلال علاج تسوس الأسنان.
سوف نتناول في هذا المقال عوامل الإصابة بتسوس الأسنان، وطرق العلاج والوقاية وغيرها من العناصر.
ما هي مراحل تسوس الأسنان؟
يحدث تسوس الأسنان نتيجة تآكل مينا الأسنان الخارجية بفعل استمرار الأحماض الناتجة عن تفاعل البكتريا مع بقايا الطعام داخل الفم.
وتتطور مراحل التسوس في حال عدم العلاج حتى يصل إلى عصب السن.
فيما يلي توضيح لمراحل تسوس الأسنان:
المرحلة الأولى: ظهور بقع بيضاء
يبدأ تسوس الأسنان بفقدان اللمعان الخاص بطبقة المينا، حيث يحدث تآكل بسيط في مينا الأسنان وتكون باهتة اللون.
حيث يزيد نشاط البكتيريا مع بقايا الطعام خاصةً السكريات، وتظهر بقع بيضاء على سطح السن تحديدًا عند خط اللثة وبين الأسنان.
المرحلة الثانية: تسوس مينا الأسنان
مع استمرار فقدان المعادن وعدم علاج تسوس الأسنان، تبدأ طبقة المينا بالانهيار وتظهر ثقوب صغيرة على سطح السن،
وتكون ذات لون بني داكن أو رمادي أو أسود، وهو أكثر أشكال التسوس شيوعًا.
المرحلة الثالثة: تسوس العاج (الطبقة الداخلية من السن)
بعد أن يخترق التسوس مينا الأسنان تصل البكتيريا إلى طبقة العاج، وهي أقل مقاومة للأحماض الناتجة من تفاعل البكتيريا مع الطعام.
تصاحب هذه المرحلة ألم في الأسنان عند تناول الطعام والمشروبات الباردة أو الساخنة وكذلك المأكولات ذات نسبة سكر مرتفعة،
كما يصبح لون التجويف أغمق ويظهر اللون الأسود بوضوح.
المرحلة الرابعة: إصابة اللُب والجذور
من مضاعفات تسوس الأسنان هي وصول البكتيريا إلى لُب السن، وهو الجزء الداخلي الذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية
التي تغذي السن، ويكون الألم أكثر حدة خاصةً في الليل وأحيانًا يكون الألم أشبه بالنبض، وقد يتورم الوجه أو اللثة
المحيطة بالسن أو الضرس المصاب.
المرحلة الخامسة: الخُراج
مع عدم علاج تسوس الأسنان تأتي المرحلة الأخيرة من خطر الإصابة بتسوس الأسنان، وهي تَكون خُراج أسفل السن،
حيث تتجمع البكتيريا والقيح عند جذر السن والأنسجة المحيطة ويتكون الخُراج، يشعر المريض بألم شديد ومستمر،
ويتورم الجانب المصاب وقد ترتفع درجة حرارته أيضًا بفعل الالتهاب الشديد المصاحب للخُراج.
تُظهر لنا مراحل تسوس الأسنان ضرورة الكشف في المراحل المبكرة من الإصابة بالتسوس، والذهاب إلى طبيب متخصص في علاج
تسوس الأسنان قبل أن يزيد حجم الإصابة، والتعرض لخطر فقدان السن مع استمرار تواجد البكتيريا وإهمال العلاج،
والحاجة إلى تركيب ضرس مكان المخلوع.
ما هي أسباب تسوس الأسنان؟
هناك عدة أسباب تؤدي إلى إصابة الأسنان بالتسوس، ولكنه أمر شائع الحدوث ولا داعي للقلق حول التسوس،
المهم هو علاج تسوس الأسنان فور ظهوره، فيما يلي عوامل الإصابة بتسوس الأسنان:
تراكم البكتيريا وتكون البلاك على السن
البلاك هو طبقة رقيقة لزجة تتكون على سطح الأسنان نتيجة لامتزاج البكتريا مع بقايا الطعام ولُعاب الفم. حيث تتغذى البكتيريا
على بقايا السكريات وتُتنج أحماضًا تؤدي إلى تآكل طبقة المينا وبداية ظهور التسوس.
تناول السكريات والنشويات باستمرار
تتحلل السكريات بسرعة بفعل البكتيريا مما يجعلها مادة مغذية لها، ومع تزايد نشاط البكتيريا ترتفع احتمالية الإصابة بالتسوس،
ومن الأفضل تناول المأكولات والمشروبات المحلاة بالسكر وكذلك المخبوزات لاحتوائها على كميات كبيرة من النشويات بشكل معتدل.
تكرار تناول تلك المأكولات والمشروبات على مدار اليوم يشكل أحد عوامل الخطر لمساهمتها في تغذية البكتيريا طوال اليوم.
إهمال تنظيف الأسنان
إهمال تنظيف الأسنان وغسل الأسنان بانتظام، خاصةً بعد تناول أطعمة أو مشروبات تحتوي على سكريات أو نشويات،
يساعد على تراكم بقايا الطعام على الأسنان. وذلك من أكبر عوامل تنشيط البكتيريا وظهور التسوس، لأنها تتسبب في تراكم
الجير والبلاك مما يضر صحة الفم والأسنان.
ضعف طبقة المينا
بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان أكثر من غيرهم، حيث أنهم طبقة المينا لديهم ضعيفة بسبب العوامل
الوراثية أو سوء التغذية أثناء النمو. وبالتالي تكون أسنانهم أكثر هشاشة وتتعرض للتسوس بشكل أعلى.
جفاف الفم
جفاف الفم ونقص اللعاب من أسباب الإصابة بالتسوس أيضًا، حيث أن اللعاب له دور في معادلة الأحماض في الفم،
وإزاحة بقايا الطعام من على الأسنان. قد يحدث جفاف بالفم نتيجة لتناول بعض الأدوية كأحد الأعراض الجانبية للدواء.
الأسنان غير المنتظمة
الأسنان غير المنتظمة مثل المتقاربة كثيرًا أو ذات شقوق عميقة، تجعل تنظيفها للتخلص من بقايا الطعام أمرًا صعبًا،
وبالتالي تتجمع البكتيريا بين الأسنان بكل سهولة.
برغم أن الأسنان المتفرقة تُجمع الطعام أيضًا. ولكن يمكن تنظيفها باستخدام خيط الأسنان.
العادات السلوكية الخاطئة
من الممكن أن يزيد معدل الإصابة بتسوس الأسنان إذا كنت تتبع إحدى العادات الخاطئة مثل:
- التدخين حيث يقلل من إفراز اللعاب ويُغير من طبيعة بكتيريا الفم.
- تناول وجبات خفيفة على مدار اليوم بدون تنظيف الأسنان بعد كل وجبة.
- الإفراط في تناول المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
طرق علاج تسوس الأسنان
من الضروري علاج تسوس الأسنان في بداية ظهوره قبل أن يتطور، حيث أن كل مرحلة من المراحل ذات مستوى ألم أعلى،
كذلك العلاج يحتاج إلى وقت أطول وزيادة في التكلفة. على سبيل المثال سعر حشو العصب يكون أعلى تكلفة من سعر الحشو العادي،
وهكذا سعر زراعة الأسنان إذا تم فقدان السن.
فيما يلي طرق علاج تسوس الأسنان تبعًا لكل مرحلة:
العلاج بالفلورايد في المراحل الأولى
في المراحل الأولى من التسوس أثناء وجود بقع بيضاء فقط، يمكن إعادة تقوية مينا الأسنان وتعويضها بالمعادن التي فقدتها،
من خلال العلاج بالفلورايد. حيث يقوم دكتور الأسنان بوضع جيل أو رغوة الفلورايد على الأسنان ويتم ذلك داخل العيادة،
أو عن طريق الاستخدام اليومي لمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد. من المهم استشارة طبيب حيث أن الإفراط
في استخدام الفلورايد يأتي بنتائج عكسية.
الحشوات السنية
عندما تظهر فجوات داخل السن بفعل التسوس، يكون العلاج من خلال إزالة التسوس ووضع حشوات سنية لاستعادة شكل السن الطبيعي،
وتعويض الجزء الذي فُقد بفعل التسوس.
تركيب التيجان
في الحالات التي يتعرض فيها السن إلى كسر أو تلف شديد من الصعب تعويضه بوضع الحشوات، يقوم الطبيب بوضع تاج
أو تلبيسة للسن لتغطيه بالكامل والحفاظ على ما تبقى منه، واستعادة شكل ووظيفة السن.
علاج جذور الأسنان
من طرق علاج تسوس الأسنان هو علاج الجذور أو ما يعرف بحشو العصب. إذ يقوم الطبيب بسحب العصب وتنظيف القنوات العصبية
من التسوس وتعقيمها. ثم تبطين وحشو تلك القنوات بمواد طبية معينة ويضع حشوة الضرس. وأخيرًا يتم نحت السن لوضع التاج
واختيار تلبيسة من بين أنواع تلبيسات الأسنان واسعارها المختلفة، وذلك لحماية الضرس من الكسر.
خلع الضرس
بعض الحالات تكون درجة التسوس متقدمة جدًا لدرجة تلف بنية الضرس، ومن الصعب الحفاظ عليه وإعادة بنائه عن طريق تركيب
تيجان أو غيرها من الحلول. ويضطر الطبيب إلى خلع الضرس. ومن الأفضل تعويض الفم عن الضرس المفقود،
والبدء في مراحل زراعة الأسنان بعد تعافي اللثة من أي التهاب.
كيفية الوقاية من تسوس الأسنان
“الوقاية خيرٌ من العلاج” هذه المقولة صحيحة تمامًا، فمن الأفضل تجنب الإصابة ابتداءً بدلًا من البحث عن العلاجات.
فيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعدك في تقليل احتمالية الإصابة بتسوس الأسنان:
- تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والمعجون مرتين على الأقل يوميًا. ومن الأفضل تنظيف الأسنان بعد كل وجبة
خاصةً إذا كانت تحتوي على السكريات. - استخدام الخيط الطبي للتخلص من بقايا الطعام المتواجدة بين الأسنان.
- وضع غسول الفم المُظهر ومضاد للبكتيريا في روتينك اليومي.
- اتباع نظام غذائي صحي لا يحتوي على الكثير من النشويات والسكريات.
- شرب الماء بكميات كافية للحفاظ على رطوبة الفم.
- الفحص الدوري وزيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر، وتنظيف الجير والبلاك كلما احتاج الأمر.
لا تؤجل زيارتك لطبيب الأسنان
كما رأينا أهمية علاج تسوس الأسنان في المراحل الأولى من الإصابة، وعدم ترك السن للوصول إلى علاج الجذور أو تلف السن تمامًا،
لذا ننصحك بالمتابعة الدورية مع الطبيب وعلاج التسوس فور اكتشافه.
يمكنك التواصل معنا في عيادات د. أشرف الجمل استشاري زراعة وتجميل الأسنان. وأحد أفضل دكتور اسنان في مصر لحجز موعد
وفحص أسنانك، والبدء في العلاج إذا كان لديك أي إصابة.
الأسئلة الشائعة حول علاج تسوس الأسنان
كيف أتخلص من تسوس الأسنان في البيت؟
يمكن علاج تسوس الأسنان في المنزل إن كان في المرحلة الأولى فقط، باستخدام معجون أسنان وغسول فم يحتوي على الفلورايد،
وذلك بعد استشارة الطبيب.
ما هو الدواء الذي يعالج تسوس الأسنان؟
لا يوجد دواء يمكنه علاج تسوس الأسنان، ولكن يجب الذهاب إلى طبيب الأسنان لفحص السن ثم إزالة التسوس وتنظيف الضرس جيدًا،
ثم وضع حشوة مناسبة لطبيعة الحالة.
هل تسوس الأسنان ممكن أن يذهب؟
نعم يمكن علاج التسوس من خلال طبيب الأسنان. ولكن لا يمكن أن يذهب من تلقاء نفسه إلا في المرحلة الأولى من التسوس.
عندما يتم تعويض مينا الأسنان عن المعادن التي فقدتها. وذلك قبل ظهور الفجوات الصغيرة ذات اللون الداكن التي تُشير إلى التسوس
من المرحلة الثانية أو الثالثة.
هل يمكن أن يعود التسوس بعد الحشو؟
نعم يمكن الإصابة بالتسوس مرةً أخرى في نفس السن الذي تم علاجه. وكذلك الضروس التي خضعت لعلاج الجذور.
حيث يمكن لتراكم البكتيريا أن تُصيب الأجزاء السليمة المتبقية من الضرس بالتسوس. لذا ننصح دائمًا باتباع نصائح الوقاية
من تسوس الأسنان.
هل حشو الأسنان مؤلم؟
تتم جميع خطوات علاج التسوس داخل العيادات تحت تأثير التخدير الموضعي، كي لا يشعر المريض بالألم أثناء عمل الطبيب.
ولكن بعد ذهاب مفعول التخدير قد يشعر المريض بعدم الراحة قليلًا خاصةً في علاج الجذور أو الخلع،
إذ من الممكن أن يستمر الشعور بالألم البسيط لمدة يومين.




